الاثنين، 30 ديسمبر 2013

الظن

الشك 
الشك هو احتمال وقوع الحدث مع عدم وقوعه بدون ترجيح.

الظن
الظن هو الحصول على العلم بدون رؤية ولكن بدليل، عندما لا نرى شيء بأعيننا أو لا نسمعه بآذاننا ولدينا أدلة تثبت وجود ذلك الشيء نكون قد حصلنا على العلم  به ولكن بالظن.

اليقين 
هو الحصول على العلم بالشيء برؤيته، وهي الدرجة التي طلبها نبي الله إبراهيم حين طلب من الله أن يريه كيف يحي الموتى:
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنْ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (260((

عندما نريد أن نرى بأعيننا معنى ذلك أننا نطلب اليقين حتى يطمئن القلب.
)أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمْ الْمَقَابِرَ (2) كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوْنَ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوْنَهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنْ النَّعِيمِ (8((


مثال 
 لو سرق منك شيء ، واتهمت أحداً، سيتحدد موقفك في ثلاث حالات تجاه من تتهمه بالسرق. فلو اكتشفت السارق بالأدلة تكون قد تحققت منه بالظن ، ولو رأيته بعينيك وهو يسرق تكون حصلت على العلم باليقين. أما إذا شككت في أحدهم فمعنى ذلك أنك لا تستطيع التثبت من حقيقة أنه سرق أو لا؟

الظن بالله
نحن لا نرى الله سبحانه وتعالى ولكننا حصلنا على علم بوجوده فنحن نظن بوجوده، وبالمثل يوم القيامة لم  نره ولكننا أيقنا بتحقق ذلك اليوم بالأدلة فهو ظن، عندما نقول أن الله موجود وأن يوم القيامة سيقع فهذا ظن والله سبحانه تعالى يصف الخاشعين بأنهم هم الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون يوم القيامة 

)الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46)


الظن في تحصيل الدين
أن نظن بوجود الله والآخرة فهذا أمر حسن فنحن لا نرى الله فالله غيب والآخرة غيب، ولكن في تحصيل العلوم التي تنجي من الآخرة فيجب أن نحصل عليها باليقين. لا ينفع أن نتبع الظن في مسألة الدين، فالحق في القرآن وهو اليقين. الكتاب السماوي هو الجهة التي لا نستطيع أن نشكك فيها، فهو مختوم من عند الله وكلام ليس من عند أحد قدرة أن يأتي بمثله. فأخذ الأحكام والعقائد من الكتاب هو أخذ للدين باليقين لأن الرجوع للكتاب هو بمثابة أخذ الحكم من الله مباشرة، لأننا حينها نكون متيقنين مما نراه بأعيننا من آيات الله، وليس ما نراه ظناً كما هو الحال في أخذ الدين من المرويات والمنقولات عن الرسل.
(وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (116((
يصف الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز كل ماينقل من خارج كتاب الله بأنه ظن، وينطبق وصف الظن على المرويات المنقولة عن الرسل لأن ناقل الحديث لم يسمع بأذنه ولكنه نقل عن أحد يقول أنه سمع
)وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنْ الْحَقِّ شَيْئاً (28((
لذا فإن المرويات لا تنفع لأن تكون مصدراً للحكم، فالظن لا يغني من الحق شيئاً، أي أن كل ما هو ظن فهو لا يصلح لأن يكون مصدراً من مصادر الحق.
عندما نشهد بشيء فلا ينفع أن نشهد بشهادة أحد آخر كأن يقول أحدنا: فلان حكى لي أن هذه الحادثة صحيحة، فاليقين أن نكون نحن من رأى الحدث أو سمع المقولة . لذا عندما نريد أن نحكم فعلينا أن نحكم بالحق، والحقيقة تحتاج لليقين وهو الذي يكون عندما نرى بأعيننا.وناقل المرويات النبوية  يظن أن النبي قال الحديث لكنه لا يستطيع أن يشهد بذلك:
(إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمْ الْهُدَى (23))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق