الاثنين، 23 ديسمبر 2013

النبوة والكتاب


النبوة والكتاب
أنزّل الله الكتاب على النبي محمد كاملاً ليلة القدر بشكل كتاب مكتوب ( إنا أنزلناه في ليلة القدر). هناك فرق بين النبي والرسول،فالنبي غير الرسول،النبوة تعني وجود كتاب،وليس لازماً أن يكون رسول،ممكن أن  يأخذ الرسالة لأهله فقط.
(كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمْ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (213))
في الآية إشارة واضحة إلى أن الكتاب ينزل على الأنبياء،أما الرسل من بعدهم يأخذون اسم النبوة باسم شرفي لأنهم يأخذون نبوتهم من الكتاب الذي كان من قبلهم. هنا نريد أن نقرر هذه الحقيقة أن من يخرج فيبلغ الناس بالكتاب فهو رسول. إسحاق رسول على أسرته وكذلك يعقوب ويوسف،لكن الرسول الفعلي هو الذي يأتي بكتاب على قوم فإن كذبه قومه نزل عليهم العذاب وهذه سنة الله وليس لها تحويل.

نزول الكتاب
بعد أن نزل الكتاب على النبي كاملاً ليلة القدر،آمن به النبي محمد ومكث في دراسته فترة من الزمان.كان هناك بعض المؤمنين في قريش والذين كانوا يعبدون الله على الكتاب، وكانت هذه هي فترة النبوة ،لا يحدث الناس عن أي شيء في الدين ولكنه يتعايش بإيمانه مع بعض المؤمنين الذين كان لديهم إيمان بالكتب السماوية السابقة، وتوضح سورة المزمل هذه المرحلة وتصف فيها المؤمنين الذين مع النبي بأنهم (طائفة من الذين معك).لم يكن النبي يعلم أي شيء عن الدين قبل ذلك،ولكنه تعلم الكتاب وتعلم الدين في هذه الفترة
(وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52))،
كان النبي كأي انسان حيث أنه احتاج لأن يؤمن بما نزل عليه من الحق وكان عليه أن يتعلم الكتاب لفترة حتى يتمكن من الحديث مع علماء أهل الكتاب حين يخرج ليبلغهم الدين فيما بعد.
بين الآية الشريفة (يا أيها المزمل) والآية الشريفة (يا أيها المدثر) فترة من الزمان يقدرها التاريخ بـ 3 سنوات. المدثر هو الشيء المدسوس المتداري المخفي، وأمر الله له سبحانه بـ (قم فأنذر) إشارة لجهوزيته لتبليغ الدين.

المتشابهات وأم الكتاب
(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (7))
آيات أم الكتاب هي المحكمات هي أصل الكتاب الذي نزل من السماء،أما الآيات المتشابهات فهي الآيات التي لها تأويل ويكون لها أكثر من فهم وتحمل أكثر من وجهة في فهمها. فلو قلت مثلاً :" تقابلت مع أحمد في الساحة" وهناك مكانين يحملان نفس اسم "الساحة" ، فالكلمة نفسها "الساحة" تعطي مجال للمستمع أن يحملها على أكثر من وجهة، فالآيات المتشابهة هي التي تحمل أكثر من وجهة في فهمها.
التأويل:هو التحويل والانتقال، وتأويل القول أي الرجوع بالكلام إلى مقصده،عندما يأخذ أحد من الناس كلام شخص ويحوره إلى مفهوم غير الذي قصده المتكلم يقال له: لا تأول كلام الرجل إلى كلام لم يقله،ويقال له لقد حولت كلامه إلى شيء آخر! تأويل القول هو فهم نية المتحدث،وفهم ما أراد أن يصل إليه المتحدث.الآيات المحكمة هي آيات ليست مفتوحة وليس لها أي منفذ أو أي إمكانية لأن تتحول عن مقصدها ولا يمكن لها أن تحمل عدة أوجه:
(وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنْ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ (20)طاعة وقول معروف)
الآية المحكمة لا تعطي مجال لأن يختلف عليها اثنان كما توضح الآية السابقة، فهي واضحة ولا تحتمل التأويل.

الحكمة من الآيات متشابهات؟
الآيات المتشابهات فتنة،فهي تتيح الفرصة لمن في قلبه مرض بأن يحول المعنى إلى مايريده هواه. فمثلاً إذا أراد أن يقول أحد أن النبي يشرع سيجد آية تشبه هذا المطلب مثل:(ما آتاكم الرسول فخذوه) أوالآية الشريفة(أطيعوا الله والرسول) ليتوافق ذلك مع مطلبه ومع مرض قلبه في أن يأخذ من أحاديث الرسول ما يهواه.

كيف يكون تأويل المتشابهات؟
يعلمنا الله سبحانه وتعالى من أين نأخذ تأويل الآيات المتشابهة، ففي نفس الآية الشريفة من سورة آل عمران آنفة الذكر تقول :
( وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (7))
(كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا)تعني أنه لا ينفع أبداً أن نأخذ المتشابه فقط بل علينا أن نعيد المتشابهات للمحكم من الآيات. (وما يعلم تأويله إلا الله) أي أن تأويل تلك الآيات موجود في الكتاب في الآيات المحكمات التي أنزلها الله سبحانه وتعالى وليس عند أي أحد آخر، وهذا يعني أنه لا يصح أن أحكم بالمتشابه فقط.

مـثــال:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً (43))
هذه الآية توضح أن استثناء العذر للجنابة، فإذا لم نجد ماءاً للغسل وجب التيمم، التيمم ليس لأي أحد وإنما هو مختص بالجنابة وفي الحالات المذكورة والتي هي المرض ومن جاء من الغائط وملامسة النساء،وهذه الآية أحكمت الأمر في أن التيمم يقع على الجنابة، وقد نسخت هذه  الآية مرة أخرى في سورة المائدة في آية (6)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمْ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6))
تلك هي الآية منسوخة على الأولى من سورة النساء مضاف عليها حكم الوضوء. فعندما نسأل ونقول: هل التيمم بديل عن الوضوء؟ علينا أن نحكم بالمحكم وهو الذي كان في سورة النساء والذي اتضح فيه أن التيمم بديل عن الغسل فقط وليس عن الوضوء!
وخلاصة القول لايصح أن أحكم في الشرع من خلال آية واحدة وأترك بقية الآيات التي تناولت نفس الموضوع.
(كل من عند ربنا) تعني وجوب الحكم بكل القرآن وليس باقتطاع جزء دون آخر، فلو أردنا أن نحكم في الزكاة مثلاً أو أي موضوع آخر كالحج أو الصلاة وجب أن نأتي بكل الآيات التي تتحدث عن ذلك الموضوع  حتى نفهم حكم الله.

الفرق بين نزل إليه ونزل عليه ؟
نزل على : نزل الكتاب على النبي محمد ليلة القدر كاملاً.
نزل إلى : أي أن الكتاب نزل إليه على مكث، حين كان الكتاب ينزل إلى النبي كان النبي يعرف الكتاب ويعرف الآيات.وكان الوحي يأتيه ليخبره أي آية يبلغها للناس. والكتاب نزل على النبي ثم نزل إليه، وتشير الآية التالية لهذا المعنى:
(سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنسَى (6) إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (7))،
وكذلك الآية التالية :
(  فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً (114))
تأمر الآية الشريفة السابقة النبي محمد بأن لا يتعجل بشيء من الكتاب إلى أن يأتيه الأمر بذلك،وفي هذا دليل على أن الكتاب كان بشكله الكامل مع النبي أثناء نبوته.وكانت بقية آيات الكتاب التي تتناول الأحداث تنزل على النبي تباعاً حسب الأحداث،فالقصص النبوية لم تنزل مع الكتاب المحكم. وهذا أمر منطقي حيث أن الإنجيل حكى عن موسى لأنه بعد موسى والقرآن يحكي عن عيسى وموسى لأنه بعدهما ، وهكذا، فآيات الوقائع لم تكن في الكتاب الذي نزل كاملاً ليلة القدر.

ممن نأخذ الدين؟
لا تتعامل مع الدين على أنه فكرة تأخذ من عند أحد ما بدون تفكير أو تعقل؟على الإنسان أن يختار ،ولا ينفع أن يختار أحد لك الدين!لا ينفع أن تكون بهذه السلبية أنت لم تختار ما أنت عليه وما أنت تدعي أنك مقتنع به، ولكن .. أنت من يجب أن يقرر.فأنت من يتحمل المسؤولية.لا ينفع أن يقول أحدٌ  لك كلام وتقول له هذا صحيح بدون تمحيص أو تدقيق! المسيحي أبناؤه يدينون بالمسيحية واليهودي لليهودية، وهكذا الأجيال تأخذ ممن سبقها وبدون تفكير.فاسأل نفسك : بماذا أختلف أنا عن كل هذا التقليد الأعمى؟ لا ينبغي أن أقبل على نفسي أن أأخذ الدين من احد بنفس الأسلوب! ويجب علي أن أسأل نفسي: هل هذا الإنسان الذي قبلت أن آخذ الدين منه منح شيء في عقله لم يمنحه الله لأي أحد آخر؟


حقيقة فهم الكتاب
الكتاب بين أيدينا ليس مخفي أو أنه غير مفهوم،
(وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ (171))
الاتباع في الدين يجب أن يكون بفهم وليس بالتقليد فقط.لا توجد نفس ستحاسب بدلاً عن أخرى،نفسك أمانة لديك أنت تحملها، لابد وأن تتحمل المسؤولية. ويجب أن لا تكون كباقي الناس الذين يتبعون على عمى وبدون أن يختار لنفسه. لدينا عبرة في سيدنا إبراهيم حيث أنه من المفترض أن يتبع أباه وقومه،وأن يسير على نفس ما كانوا عليه، فلماذا خرج عن المألوف؟ لأنه فكر وأراد أن يقرر لنفسه!وكيف لي أن افكر وأن اخرج بشكل مختلف عن كل ما هو باطل ومألوف في كل موروث، يمكننا أن نلجأ لله ربنا،وهذا هو المطلوب من كل واحد منا هو أن يلجأ لله.
لو أن الله سبحانه وتعالى وجد في أحد أنه يريد الحقيقة بصدق ويريد الصراط المستقيم بدون هوى فإن الله سيهبه رحمة من عنده وسيهديه.مايهم هو أن لا يكون للهوى مكان في قلب الساعي للحق وأهم شيء أن يقول :أنا أريد الحقيقة فحسب،أياً كانت هذه الحقيقة، بدون شرط وبدون تحديد للشكل الذي تكون عليه هذه الحقيقة،ويعتقد أنه يتعامل مع الله،لو صلى أحدنا ركعتين ثم قال لله سبحانه وتعالى بقلب سليم: يارب اهدنا للحق، فلن يرد الله هذا الدعاء ؟ وهو الذي يحب لعباده الهدى والحق؟!.
الكتاب يسير الفهم  لأنه حديث الله، ولا أحد يستطيع أن يفهمنا القرآن لأنه يحدث القلب.فقد يتلى القرآن على اثنين، فترى أحدهما يبكي والآخر لا يتأثر،فالقلب هو الذي احتوى المعنى وليس العقل.وبعض العلماء الذين بين أيدينا فهموا القرآن بعقولهم وليس من الصواب أن نصف الكتاب بأنه سهل أو صعب الفهم وإنما الصواب أن نقول أنه إما أن يكون محجوب عن القلوب أو مكشوف! فهم الكتاب هو الوصول للإحساس الحقيقي للكتاب،والله سبحانه وتعالى هو الذي يهدي للكتاب.



اسجد واقترب
فهم الكتاب هو من عند الله ،وعلى المؤمن أن يطلب هدى الكتاب منه سبحانه وتعالى، عليه أن يسجد له ويرجوه ويقول له: أين الهدى الذي تريده؟وعلينا أن نعلم أنه لا يمكن لأحد أن يحج الله يوم القيامة فلله الحجة البالغة والله يتعامل بمنتهى الحق والعدل،ولايمكن لأحد أن يحج الله يوم القيامة بأن يقول له : لقد طلبت منك يارب الهدى ولم تعطيني إياه، فاطلب الهدى بدون هوى وبدون رغبة أو ميل لأي مذهب، والله حتماً سيعطيك الهدى ولن يكون لك حجة على الله في يوم القيامة. وليس الهدى أن تخرج من اتباع شيخ أو قس في مذهب أو ديانة لكي تتبع شيخ أو قس آخر في مذهب أو ديانة أخرى.فمن تتبعه ليس مسؤولاً عنك يوم القيامة.
الله قريب منك وهو سبحانه العدد بعد أي عد في أي مجلس، الله لا يريد أن يعجزنا  في الفهم ولكن يريد منا إخلاص وصدق وابتعاد عن الهوى لكي نحصل على الحقيقة والهدى. علينا أن لا نغيّب الله في حياتنا، ولا نتعامل مع القريب على أنه بعيد.عندما تدخل في عينيك حبة رمل صغيرة، اعلم أن هذه الحبة دخلت في عينك بإذن الله،وأنه هو القادر على إخراجها من عينك،ادعوه واطلب منه وقل: يا رب أخرج من عيني حبة الرمل فهو أقرب لك من حبل الوريد وهو أكثر واحد يفهمك في هذه الدنيا، وهو أقرب واحد الذي لن يفهمك بغير ما تقصد،وهو أكثر واحد يريد مصلحتك ويريدك أن تنجو من النار فالحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق