الأربعاء، 7 يناير 2015

الأمة


الأمة في القرآن الكريم

الأمة تأخذ المعنى العام للمنتمين لملة واحدة ودين واحد، وتعني أيضاً الفرق التي داخل الأمة والواحدة فكل فرقة هي أمة أيضاً

أمة النبي محمد 
الذين آمنوا بالنبي محمد كانوا فرق ويعبر عنهم القرآن الكريم بـ (الأمم)، وكان فرقة واحدة من بين هذه الفرق هي التي قال عنها الله سبحانه وتعالى (كنتم خير أمة أخرجت  للناس) وهذه الأمة شهدت الرسالة وعاشت محنها وهم الشهداء  الذين يحملون هم الرسالة مع النبي. وهم معروفون لدى غيرهم من الفرق الأخرى في نفس زمان النبي.


الأمم وأخذ الدين:  
(وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَماً مِنْهُمْ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (168) فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (169) وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170))

الآية تشير إلى أن الجيل الأول الذي عاصر الرسالة تحول إلى فرق، ومن هذه الفرق فرقة صالحة ومنهم دون ذلك أي أقل من الصلاح، (فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب) جاء جيل جديد هم أبناء الجيل الأول ورثوا الكتاب السماوي، (يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا) يأخذون ما يعرض لهم من دين من الفرق التي هي أقل من الصلاح في الجيل الأول،وهم على علم أن الذي يأخذوا منه الدين ليسوا أصحاب صلاح لذا يقولون :سيغفر لنا، (وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه)، ( ألم يأخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق): معنى ذلك أن ما تم توارثه من الجيل الذي هو أقل من الصلاح لم يكن من كتاب الله ، ولكن كان من أهوائهم التي هي تخالف الكتاب وتتماشى مع الجيل الجديد الذي يرغب في اتباع الهوى بدلا من اتباع الحق من الكتاب. ( والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين) : هؤلاء هم الذين يسيرون على هدى الكتاب والذين يأمرون بالتمسك بتعاليم الكتاب واحكامه بدلاً من أخذ ما تم توارثه من الفرقة الغير صالحة من الجيل السابق.
ومن هنا تتضح  طريقة الفصل في الأحكام التي تؤخذ عن طريق ما ينقل من الأجيال المعاصرة للرسول؟ هل هي من الشهداء أو لا ؟


لفتة : نحن نسأل لماذا يقال عن الخليفة (عمر بن عبدالعزيز) خامس الخلفاء؟ لماذا لا يوجد سادس ، لماذا عمر بن عبد العزيز على حق ؟ ألأنك ترى أن من كان قبله على خطأ؟ فكيف تم أخذ الدين من أناس أنت تعتقد أنهم على خطأ؟!


مواضيع ذات صلة:

من هم الشهداء في الدين


من هم الشهداء
الشهداء هم الأولون السابقون الذين اختُصوا بأوامر خاصة بحكم معايشتهم للنبي، هم الذين شهدوا بدر وأحد وحنين ومن أمروا بأن يصلوا على الرسول، وأن لا يرفعوا أصواتهم فوق صوت النبي. 
نزول الكتاب يكون في حضور شهداء في الدين، (رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53)).على أن تأتي الأمم القادمة لتأخذ الرسالة الصحيحة منهم. وفي رسالة النبي محمد هم الذين آمنوا قبل الفتح وليس بعده، فهم وحدهم أمة، وهم (خير أمة أخرجت للناس). 

الشهداء هم الذين حضروا المواقع والمشاهد الأولية في الدين، وهم الذين اختبروا اختبارات لم يختبرها أحد والتي تشير إليها آيات كثيرة في كتاب الله 
إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140))
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)

الشهداء هم الذين عاصروا فتن الرسالة ومُحِصوا وامتُحِنوا في إيمانهم، أما من جاء من  بعهده فإنه أخذ الدين جاهزاً ولم يفتتن في أصل الدعوة كفتنة تبديل القبلة. 
(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ) 

أهمية الشهداء
الرسالة تبدأ من جبريل إلى الرسول ثم الشهداء ثم إلى الناس، والشهداء هم الجيل الأول الذين عاصروا رسالة الرسول وعاشوا محنها وفتنها، وهم من يجب على الأجيال التالية أن تأخذ الدين منهم إذ أنهم هم رسل الرسول إلى الناس، وهم واسطة توصيل الرسالة التي نزلت على الرسول.

الشهداء بعد النبي:
ما الذي أتى بالشهادة في موضوع القتل ، تعني أنه مات من الشهداء واحد ، هذا  الذي قتل هو من الشهداء أصلاً الذي هو رسول الرسول، هؤلاء الشهداء هم وسطاء الدين، وبعد ذلك يكونوا شهداء ورثة يستلمون نفس الكتاب، ورثوا الكتاب الذي هو الشيء الرسمي من عند الله، الجيل الذين من بعدهم  هم شهداء أيضاً ولكنهم فتحوا الأخذ بعد أن كان مغلقاً. 

أنواع الشهداء 
شهداء على الكتاب هم الذين في زمن الرسول: الدين يتغير في زمن النبي 
شهداء على حفظ الكتاب :بعد الرسول وهم الذين يشهدون على الكذب الذي قيل على الرسول الذي قيل على الرسول.

لمحة على التاريخ
عندما مات الرسول بايع الصحابة أحد الأنصار ، وقام بعد ذلك عمر وبايع أبوبكر، اختفى بعد ذلك 99% من الأنصار، كيف تكون المواقف الصعبة التي مرت بالمسلمين وخصوصاً في تولي عثمان ، السؤال أين الأنصار ، أين الذين شهدوا بدر وحنين؟لا يوجد لهم أي موقف؟ أغلب الظن أنهم تجنبوا الصراع الدائر عندما رأوا أن هناك صراع حول السلطة وعندما رأوا أن الشيطان تمكن من إيقاع المسلمين في فتنة السلطة ابتعدوا عن ساحة المواجهة والتزموا الصمت لعلمهم بسنة الأولين ( ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم ).


الأنصار


الأنصار : هم الذين آمنوا من أهل المدينة بالرسول قبل أن يأتيهم ، فأخذوا أجرهم مرتين ، وهم الذين خروا إلى الأذقان سجداً عندما سمعوا الهدى، كانوا من أهل الكتاب 
ولم يكتموا الرسالة وآمنوا بها ، واستقبلوا المهاجرين بدون خصاصة وعملوا على نصر الدين بكل إمكانياتهم المادية والمعنوية.


1- ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)) 

2- ( لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (117))

الثلاثاء، 6 يناير 2015

المحكم والمتشابه



المحكم والمتشابه 

(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (7) رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8))



القرآن آيات متشابهات وآيات محكمات هن أم الكتاب ، لكل آية محكمة هناك آية متشابه لها ، ومن في قلبه زيغ عن الحق يتبع المتشابهات ابتغاء الفتنة وابتغاء التأويل، من كان في قلبه هوى فيما هو عليه فهو يبحث عن أي شيء من القرآن يثبت ذلك المعتقد.القلب الذي فيه هوى يزيغ عن الحقيقة ويبحث عن هواه ،المتشابهات هي آيات ليست محكمة إنها آيات مفتوحة في المعنى أي أن لها وجهات كثيرة ويمكن أن تحمل أكثر من معنى وتكون موضع للاستغلال لمن في قلبه زيغ.  

كل من عند ربنا  R
كأن أناسا ممن يتبعون المتشابهات قالوا أليس المتشابه من عند الله فقال الراسخون في العلم بلى هو من عند الله ولكن المحكم أيضا من عند الله فلماذا تتبعون هذا وتتركون هذا؟ ألم يتناقض رأيكم في المتشابه مع المحكم؟ فهل تقبلون نسبة التناقض لله! بالطبع لا سبحانه، فإذاً أعيدوا المتشابه للواضح وألغوا هذا التناقض.إلا أن الزائغين عن الحق يأبون إلا أن يعيدوا المحكمات إلى المتشابهات (ويبغونها عوجا).
الله سبحانه وتعالى يذكر سيرة الراسخون في العلم وطريقة تعاملهم في هذا الموضوع حتى يبين لنا كيف يجب أن نكون في هذه الفتنة فهم يقولون :(كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا)، فماذا تعني هذه الكلمة ؟وكيف يجب أن نتعامل مع القرآن؟ كل من عند ربنا تعني أنه عندما نتعلم من القرآن فلا ينفع أن نحكم بأي حكم قبل أن نجمع الآيات التي تتحدث في نفس الموضوع. فلو كانت هناك آية تعطي وجهتي نظر مختلفتين، علينا أن نضع آية محكمة تحكم الحيرة بين الفهمين وتوجهه إلى رأي واحد وحكم واحد فقط ولا يمكن أن يحدث فيه الشك. ومن في قلبه زيغ يأخذ المتشابه ويترك المحكم ويتجه بالمتشابه في اتجاه واحد إلى ما يزيغ إليه قلبه، تاركاً الأصل الموجود في المحكم من الآيات. 

مثال 
(نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ (3) مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ) 
(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنْ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48)) 
 تؤكد الآية السابقة أن القرآن جاء مصدق لما بين يديه من التوراة والإنجيل، وتحدثت كثير من الآيات أن الدين واحد وفي أكثر من موقع ، لذا علينا أن نفهم مقطع الآية ( لكل منكم جعلنا شرعة ومنهاجا) ضمن هذا المفهوم، وهو أن الأحكام الربانية لا تتغير.
فلا يصح أن نتجاهل كل تلك الآيات المحكمة ونتجه في فهم هذه الآية بشكل متفرد. وهنا يكون التطبيق للآية ( كل من عند ربنا ) فالذي بين أيدينا من عند الله، فلا نأخذ آية أو عنوان فنرفعه بدون حساب للفهم الكامل للدين من بقية الآيات.لا نريد أن نأخذ القرآن بمقاطع متفرقة ولكن نأخذه جملة كاملة وبموضوعه الكامل.