الخميس، 26 ديسمبر 2013

العجب


ما الشيء الذي يجب أن لانتعجب منه؟
إننا في الغالب نتعجب من الشيء الذي لم نتعود عليه منذ الصغر ! فلو قيل لنا شيء لم نسمع عنه من قبل ولم نتعود عليه نتعجب!ولكن ما يجب أن يكون عليه كل إنسان عاقل هو أن يسمع الكلام بالحق وليس بما تعود عليه، ليس لأحد أن يقيم أي دعوة على أساس أن هذه الدعوة ليس لها أساس في تربيته أو أنها لم تكن لديه.
مالدى كل واحد منا والذي يجبره على أن يقيم الأشياء على أساس الهوى، لذا نرى أن ابن المسحي الذي يدين بالمسيحية يكون مسيحياً مثل أبيه،وابن اليهودي يكون يهودياً ،وهكذا كل ولد يكون على ديانة آباءه،لذا فكل مولود على ديانة يعجب مما يخالف ما ولد عليه. وهذا السلوك لا يقود للحق، وعلى العاقل الذي يسعى للحق أن لا يحكم بالهوى، إن الحق هو ما يقوله الله سبحانه وتعالى،والمنطق والعقل هما الحكم في صدق الدعوة وليس العجب، وليس من الصحيح أن نحكم على صدق دعوة بقربها أو ببعدها عن ما ورثناه من آباءنا.عندما تسمع عن شيء لم يكن لديك سابقاً فلا تتعجب، فلو قيل مثلاً :أن البول والبراز ليس له ذكر في الكتاب وبالتالي ليس له حكم شرعي! فلا تعجب لأنك قد تعودت من صغرك على غير ذلك! احكم بالحق ولا تحكم بالهوى، لا حظ كيف يعجب الناس الذين يعبدون إلهة متعدد عندما يأتيهم رسول يدعوهم إلى الله وحده:
(وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5))
على المنصف الذي يسعى للحق أن لا يتأثر بما ورثه من آباءه،فلاينبغي أن يكون لتلك والوراثة أثر سلبي على الجديد الذي قد يحمل الحق، على الساعي للحق أن لا يركن إلى العقيدة التي كان عليها حتى يتمكن من فهم الحق بدون صعوبة.فإن طابق الحق ما كان عليه أو لم يطابقه فلا يكن ذلك مانعاً من الإقرار به واتباعه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق