الطريقة الصحيحة وليس الاتجاه الصحيح.
ليس صحيحاً أن يحدد الإنسان الاتجاه الصحيح في الدين، بل الصحيح أن يبحث عن الطريقة الصحيحة.ففي الأولى انتماء وفي الثانية عمل.في الأولى وقوع في
فتنة "السند" والتي تعني أن ابحث عن الشخص الذي يقول الحق واتبعه دون
تفكير ودون تحمل أدنى مسؤولية. بينما في الثانية تحقيق في المتن وتتبع لحقيقة
الكلام وفيها يكون الانسان متحملاً للأمانه وكأنه يقول لنفسه وللآخرين بالفم
الملآن أنا مسؤول عن اختياري وعن كل معتقد أعتقده في الدين وليس لأحد أي جرم في
اختياري.
ضرورة التفكر
على الرغم من أن القرآن هو أقوى سند لأنه من عند الله ومن عند
الرسول إلا أنه يطلب منا أن نقبله بمتنه لا بسنده، فتراه يأمرنا بالتفكر وتحديد
المصير بصفة فردية ويقول
( أفلا أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ
مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً (82)) ،
ويؤكد علينا بضرورة التفكر، ويمقت التبعية العمياء
والتي تجعل من الانسان متخلي عن مسؤولية الاختيار،وتنفي الآية أن يكون لأحد أي حجة يوم
القيامة في أن يقول : ليس لي ذنب وإنما هو اختيار من اتبعته وأنا وثقت فيه
واتبعته !!
المسؤولية الفردية
على كل إنسان أن يتحرك في الدين من مسؤولية فردية وأن يسمع الكلام بحرية تامة عن قيود المجتمع والآباء وعن قبول النفس التي ألفت شيء
تعودت عليه منذ الصغر بسبب التربية والمجتمع والتنشئة الدينية.لذا فإن من يتحدث في
الدين من القرآن فإنه يكون موجهاً ومرشداً للحقيقة التي يجب أن يتوصل إليها المؤمن
بنفسه وليس مقرراً أو متحملاً للمسؤولية عنه في أي قرار يقوم باتخاذه.إن من يحب أن
يسير على الحق يأخذ الكلام عن الدين ثم يعود ليختلي بنفسه مع ربه ليسأل الله أن
يهديه إلى الحق ثم يتأمل في الآيات التي كانت مصدر تلك الحقيقة ليتحقق منها بنفسه.
هل ما قيل من القرآن صحيح أم لا؟ ثم يقبل أو
يقارع الحجة بالحجة،أما من يعود لمن تحدث بالقرآن بحكم من الأحكام ويقول له أنني
لست مقتنعاً وحسب (بدون الرجوع لله والتأمل في القرآن) إنه بذلك يعبر عن رفضه
للحقيقة الجديدة وليس بالضرورة أنه يعبر عن عدم قناعته العقلية والقلبية. إنه لا يريد أن يغير ماهو عليه
ولا يريد أن يحصل على قناعة حقيقية لأنه لم يدرس الكتاب ولم يجتهد في ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق