الخميس، 2 يناير 2014

احترام الكتاب


احترام الكتاب
كيف يقول أحدٌ منا أنه يحب الله وهو يتخذ من دون الله  أنداداً يحبهم كحب الله ويطيعهم كطاعة الله. لدينا القرآن الكريم وهو كلام الله واحترام الكلام هو من احترام الذات لصاحب الكلام. والامتثال لكلام أحد آخر بمثل الامتثال لكلمات الله تعني طاعة لأحد آخر غير الله بنفس المستوى، وبالتالي يختل موضوع الحب والبر مع الله. علينا أن لا نفصل الكلام "وهو القرآن" عن الذات وهو "الله"، لأن للكلام أهمية واحترامه كاحترام الذت .


الكتاب وكلمة "من دون"
)مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ (79((
لا يمكن أن يكون عند النبي كلام غير الكلام الذي أنزله الله في كتابه عندما كان النبي يُسأل كان ينتظر الإجابة من عند الله. عندما اشتكت له امرأة حول ما قام به زوجها من أنه ظاهرها لم يتحدث النبي بأي حكم حتى جاءه الحكم من عند الله. كل الأسئلة والشكاوي كان حلها في القرآن وهذا يعني أن الآية هي التي تحكم وبالتالي فإن الله هو الذي يحكم. لماذا ربطنا الله بالكتاب؟ لأن الرسول ما هو إلا وسيلة لتوصيل الرسالة. والرسالة مكتوبة لذا فإن القرآن اسمه كتاب. الرسالة الإلهية مكتوبة، والمكتوب يطلق على أي شيء يحمل كلام حتى وإن كان قليلاً .لماذا يرسل الناس الرسائل مكتوبة؟ لماذا تكتب في ورقة وترسل لأن الورقة توثق الكلمات فلا يمكن لأحد أن يغير من معناها ولا يمكن لأحد أن يضيف أو ينقص من فحوى الرسالة. الرسول أتى بشيء مكتوب وموثق لذا فإن القرآن يسمى كتاب والكتب السماوية تسمى كتب، ولا يمكن لأحد أن يضل أو ينسى لأنها رسالة موثقة ومختومة من عند المرسل.


كلام القرآن للناس

الكلام في القرآن الكريم هو حديث موجه من صاحب الرسالة إلى الناس، الله سبحانه وتعالى يكلمنا نحن، وحديثه لنا ليس حديثاً شفهياً إنه حديث مكتوب. ولماذا كتب؟ لأن الرسول يموت ويرحل وتبقى الرسالة التي جاء بها بدون أن ترحل مع رحيله. عندما يقول أحد أن الله يأمر بكذا، سنقول له: أين هي الوثيقة الرسمية التي تثبت هذا الأمر فنحن لا ننظر إلى المتكلم ومكانة المتكلم ثم ننظر إلى درجة ثقتنا به، بل إننا سنقول له إننا لا نعرفك! وكلامك بالنسبة لنا ظن، ولكن إن أريتنا هذا الأمر في القرآن فهو يقين. وهنا يكمن الفرق بين الكتاب والسنة، فالقرآن موثوق ومكتوب ولكن السنة حديث نقل من الناس على أنه توثيق إلى ما قد يكون قاله الرسول ومافعله الرسول. الله سبحانه وتعلى لم يكتب السنة والناس هي التي جعلت من الحديث الذي يتناقله الناس بمنزلة الكلام الذي كتبه الله.الله سبحانه وتعالى يرسل أمره للناس مكتوباً ، والناس بعد موت النبي لا يمكن لها أن تسأل النبي في شؤون دينها ولا يمكنها أن تسمع النبي وكذا لا يجوز أن تتناقل شيء غير رسمي وغير موثوق في حين أنه قد ترك الله لهم شيء موثوق من عنده. عندما نضع كلمة "من دون الله" في هذا السياق نفهم أنها تعني أي شيء من خارج الكتاب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق