أولاً : مقدمة
إن أكبر موانع تعلم القرآن الكريم هي سنة الأولين، وما ألفه الإنسان من مجتمعه وما تربى عليه ، وقد ورد في ذلك آيات كثيرة في القرآن الكريم :
( وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمْ الْهُدَى إِلاَّ أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَراً رَسُولاً (94))
وباتباع سنة الأولين سيكون القرآن والكتاب السماوي عجباً للناس
( أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5) ) .
ثانيا: كيف أتعلم القرآن ؟
1- المعلم : أن أجعل الله سبحانه وتعالى هو المعلم الأول، فإذا كان الله هو منزّل القرآن ، وقريب من عباده ، لماذا أذهب لغيره؟
2- الهوى : أن أزيل الهوى ، لأنه سبب في وضع وقر في الآذان واكنة في القلوب؟ وهو الرئيس في قفل السماع ؟ أما كيف نقتل الهوى؟ فمن خلال التواصي بالحق ( وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) والقرآن هو الحق.
3- الباب : علينا أن نتذكر دائماً أننا بحاجة القرآن ولكن الباب الكبير الذي ندخل منه لهذا الكتاب هو باب هدى، والهدى يطلب من الرب الرحيم، وبهذا الباب يمكن أن نرى كلامه سبحانه. وعلينا أن نيقن أنه متى شاء أراني الهدى ومتى شاء يعميني (و إذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً).
4- البساطة : وعلينا بعد ذلك أن نأخذ القرآن بالأسلوب البسيط الذي كان يستقبله النبي محمد ومن معه من المؤمنين في زمانه. ذلك الزمان لم تكن اللغة هي الحاجز عن فهم القرآن واتباعه! ولكن القلب هو الذي يمنع من الاستسلام له. إذ لم يكن هناك أحد يسأل النبي ما معنى هذه الكلمة ؟ وما حصل الآن هو أننا ابتعدنا عن تلك اللهجة لذا فنحن بحاجة لترجمة الكلمات للعودة لأصلها ولسنا بحاجة إلى تفسير، أعطني معنى الكلمة لكي أفهم من خلال الهدى . لسنا بحاجة إلى أن نقول : ماذا يقصد بهذا ؟ لأن هذا يدخلنا في التأويل ، أي إذهاب الكلام إلى غير مكانه، ولكن علينا أن نفهم ببساطة .
4- الوهم : في أننا لا نفهم القرآن! والله سبحانه وتعالى يقول بيناه للناس، (هدى للعالمين ) فالقرآن هدى للعالم وليس للعلماء فقط .
5- الصلاة : يجب أن أتعامل مع الله مباشرة بالصلاة ، أن نقدم بين يديه شيء، ونسأله فيما اشتبه علينا أو ما اختلفنا فيه من الكتاب.
6- طاعة الكتاب: استشعار أهمية طاعة الكتاب السماوي ، والله سبحانه وتعالى عندما قال (أطيعوا الرسول) تعني أطيعوا الرسالة، لأن الأهمية هنا، تماماً كما لو أن أحداً يبعث رسول لأحد برسالة، ويقول للناس أطيعوه، فالأهمية بما جاء به وما هو مرسل به لا في شخصه. وهذه رسالة جائت من الغيب من عند رب العالمين، لذا وجب الاهتمام بها وأخذها ودراستها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق