الثلاثاء، 8 يوليو 2014

سورة الأعراف من آية 1 إلى آية 58



أولاً : تحديد آيات التكذيب

سؤال : حدد الآيات التي ألزمت المؤمن بالالتزام بالآيات وعدم تكذيبها  من آية 1 إلى آية 58 من سورة الأعراف


ثانياً : مفاهيم عامة
1- حديث القرآن كله حول التكذيب بآيات الله والاستكبار عليها، ويصنف المؤمنون إلى مؤمنين آمنوا وعملوا بالآيات ومنافقين حكموا بغير ما أنزل الله.وحين تنزل الآيات ينقسم الناس إلى فريقين "منهم من آمن ومنهم من كفر".
2- كنا مخلوقين فرادى ثم جعلنا الله سبحانه وتعالى أزواج، وخلق الله الموت في الحياة الدنيا، إذ أنه لم يكن هناك موت، ولن يكون في الاخرة.
3- كان الحساب مع آدم مباشر بعد الذنب، بعد أن هبط آدم إلى الأرض، بدأ تأجيل الحساب إلى يوم القيامة.
4- أخرج الله سبحانه وتعالى الإنسان من خلقته الأولى، فبدى مختلفاً عن بقية المخلوقات باللباس والعلم،ستر سوأته باللباس تكريماً له، وأعطي العلم ليسخر الأشياء لنفسه.
5- لباس الإنسان آية، وتتجلى الآية حين نسأل السؤال التالي : ماذا لو لم يكن الإنسان لابساً؟ أو لماذا لبس الإنسان دون غيره من المخلوقات. الحكمة هي التذكير بنعمة الله على الإنسان أنه كان كبقية المخلوقات لكنه تكرم عنهم. لعلكم تذكرون)) لماذا لا تتذكرون أنكم لبستم دون الحيوانات ولماذا
لا يستطيع الحيوان أن يعمل فلك - ((لا يفتننكم الشيطان كما أخرجكم من الجنة))
6- إلفرق بين الإله والرب: الإله هو المالك الله هو الاسم الرب المدير والحكم والعطاء. والله لم يعين مديرا على ملكه. 
7- شكر الله هو العمل بالطريقة التي أمر بها الله وليس بالطريقة التي يختارها الإنسان.

ثانياً : الفكرة العامة في سورة الأعراف
1- أصحاب النار ليس لهم لباس وأصحاب الجنة يلبسون الحرير.
2- تكرم الإنسان باللباس حين تدارت سوأته وتميز عن بقية المخلوقات،وهذا الأمر أغاظ الشيطان بشدة، وهو يعمل ويجتهد من أجل أن يعيد هذا الإنسان إلى مراتب الهوان مرة أخرى وينزعه لباسه.
3- المطلوب من الإنسان أن يستمر بلباسه وكرامته وذلك يتحقق بعدم اتباع الشيطان وأولياءه حتى لا يخسر هذا المقام العالي الذي وهبه الله إليه، تماماً كما اخرج أبويه من الجنة. فابتباع الشيطان وأولياءه يعود الإنسان صاغراً إلى أسفل سافلين في النار أي أسفل من أسفل مخلوق ليرى أصله هناك عرياناً كما كان كبقية المخلوقات.
4- سورة الأعراف تقول للإنسان : هل تطيع الله وتتبع آياته فتبقى بلباسك وكرامتك أم تتبع الشيطان تعود بدون ملابس وبدون كرامة مرة أخرى؟
5- في سورة الأعراف أبونا آدم هو مثال مصغر لنزع تلك الملابس والنزول للشقاء بسبب عدم اتباع الكتاب واتباع غرور الشيطان بدلاً منه.

ثالثاً : مقاطع من السورة
1- (المص (1) كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2))
الحروف منسوبة لله والكتاب. بمعنى انه حينما تظهر حروف في بداية السورة إما أن يلي تلك الحروف كلمة كتاب أو كلمة الله.

2- اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ (3)) 
أمر باتباع الكتاب ، وخلاف ذلك هو اتباع لولياء من دون الله.

3- (وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَائِلُونَ (4)) 
إهلاك القرى كان بسبب عدم اتباع الكتاب وتبديل الآيات.

4-  فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلاَّ أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (5)) 
اعتراف بأنهم كانوا ظالمين، في تبديل الآيات.

5 -  (فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6)) 
الذين أرسل إليهم هم الفرقة التي بدلت نعمة الله كفراً بتبديل الآيات. ويسألهم الله سبحانه وتعالى فيما عملوه وتسبب في هلاككم.لا استيضاح السبب .

6 - ( فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (7))
الله سبحانه وتعالى يقص الحقيقة التي تسببت في هلاكهم وهي أنهم نبذوا الكتاب وراء ظهورهم واستبدلوا الآيات بغيرها من النصوص.

7 - (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ (11)) 
هذه الآية ترد على أهل الكتاب الذين يدّعون أننا تكلمنا من عالم الذر،فقد كنا مخلوقين وليس في عالم الذر.وقد وزع الله الخلق والأنساب بين الناس.

8- (وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنْ النَّاصِحِينَ (21))
الشيطان وأولياءه يأتون للمؤمن من باب الخير، فيقسمون انهم من الناصحين،ولن يهدأ لهم بال حتى يبعدوا المؤمنين عن آيات الله ويجعلوهم يحكمون بغير ما أنزل الله .

9 - (فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ
الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22))
  • يعمل الشيطان الفتن ليقول للإنسان أني لك من الناصحين ولن يأتيه للمعصية بشكل مباشر
  • يغرر الشيطان وأولياءه بالإنسان،فيقول له أنك بهذا العمل ستكون ابن الله، أو ستكون من المقربين المحببين، تماماً كما غرر بآدم وزوجه إذ قال لهما أنكما ستكونا ملكين.
  • الله سبحانه وتعالى سأل آدم قبل الحكم عليه عن سبب معصيته وهذا قمة العدل،ولو لم يغفر له الله لأصبح من الكافرين.
  • الشجرة الخبيثة والملعونة هي المحرمات في القرآن الكريم. 
10 - ( يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ (27))
  • يجتهد الشيطان هو وأولياءه إيقاع الإنسان في الخطأ بالفتنة لينزع عنه ملابس الكرامة التي كرمه الله بها، وليعيده لأصل خلقته تماماً كما كان بلا لباس مع بقية الحيوانات قبل التكريم.
  • لا يتم نزع لباس الإنسان في الدنيا الآن حين يقع في الخطأ وبشكل مباشر كما فعل مع آدم لأن الحساب تأجل، وسيكون نزع الكرامة للمخطئ يوم القيامة في النار.
11- (وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (28))
هنا تكمن المشكلة والفتنة، في أن الشيطان وأولياءه يجعلون الناس ينسبون ما يفترون من كذب وما ألفوه من آبائهم إلى الله.

12- (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) فَرِيقاً هَدَى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمْ الضَّلالَةُ إِنَّهُمْ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30))
عندما تنزل الآيات التي تأمر بالقسط والعدل، ينقسم الناس إلى فريقين: فريق يعمل بها وفريق آخر يكفر

13- (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31))
  • الله سبحانه وتعالى يأمرنا أن ننفق عند المسجد وأن نجعل المسجد مكان لتجميع الأموال للمحتاجين والفقراء، ففي هذا المكان فالغني يعطي لله،والفقير يطلب ويأخذ من عند الله. فمن يريد من عند الله يذهب للمسجد.
  • "كلوا واشربوا ولا تسرفوا " : أمر بالاتزان في الأكل والشرب من عطاءات هذا المسجد وبصورة عامة.
14 - (يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنْ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (35))
المطلوب من الإنسان أن يتبع آيات الله

15 - (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُوْلَئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُمْ مِنْ الْكِتَابِ
حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (37))
  • الذين كذبوا بآيات الله، لا تعني الكفار الذين لم يعرفوا الإيمان والكتاب، ولكنها تعني أنهم انهم قبلوا بالآيات وآمنوا بها، ومن ثم استكبروا عنها
  • "أين ما تدعون من الله" أين عيسى ، أين غيره من الأولياء الذين كنتم أن لهم مكانة في هذا اليوم، قالوا ضلوا عنا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين.

16- (وَقَالَتْ أُولاهُمْ لأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ (39))
أخراهم هي الأقوام المتأخرة، أولاهم هم السلف الذين بدلوا الأحكام بأحكام أخرى واستبدلوا الآيات بغيرها من النصوص، فكان من الذين من بعدهم أن اتبعوهم، وهكذا كل جيل يسلم للجيل الذي من بعده نفس الضلال. وفي يوم القيامة يكون التبري (تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا، كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات)، فيالها من حسرة وندامة.

17 - (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40))
لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط، إي لا تقبل أعمالهم ولا ترفع لهم حسنات، وتضيع أعمالهم هباءاً منثوراً.

18- (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (42))
الباطل يكلف الناس أكثر من طاقتهم، بينما الحق لا يكلف الناس إلى وسعها 


19 - (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ الأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمْ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (43))

  • ونزعنا ما في صدورهم من غل، بأرضاء المظلوم ، لأنه اعتصم بالله ومن يعتصم بالله فسيدخلهم في رحمة منه ويهديهم إليه صراطاً مستقيماً 
  • "الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لتهتدي لولا أن هدانا الله": يقولها المؤمن في الدنيا وسيقولها في الآخرة إن شاء الله


20- (وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46))
لم يدخلوها وهم يطمعون تعني انهم سيدخلوها لأنهم يخافون ويطمعون، أي في حالة من الخوف والطمع، بينما الخاسرين يريدونها طمعا فقط دون خوف كما تقول الآية "ادعوا ربكم خوفا وطمعاً"

21 - (وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48))
  • أصحاب الأعراف هم الناس الذين لم يظلموا ولم يعتدوا ولم يصدوا عن سبيل الله من آمن، لكنهم لم يسيروا بدين الله. وليسوا تابعين لأحد.هم يتقون ويعملوا لوجه الله ، ويعملون بالعرف، فيقفون يوم القيامة بين الجنة والنار .
  • "يعرفون كل بسيماهم " أي أنهم يتعرفون على الطوائف والمذاهب بعلامات تميز الفرق عن بعضها البعض 
  • "ما أغنى جمعكم وما كنتم تستكبرون" أي ما أغنى عنكم في الدين ما جمعتمون من سنن الآباء التي بدلتم بها آيات الله.

22- (أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لا يَنَالُهُمْ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49))
من هؤلاء الذين لا ينالهم الله برحمة؟ كل فرقة تقول أن لفرق الأخرى لا يدخلون الجنة، وهنا عندما يدخل أحد الجنة من أي طائفة كانت يقال لهم : " أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة " ؟ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق