(إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ
يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنْ الْمُهْتَدِينَ
(18))
إعمار مساجد الله وظيفة لها مواصفات. وعلينا أن نبحث عن درجة عليا عند الله، ولو استطاع المؤمن أن يحد موقعه فستكون لديه رؤية فيها عزة، فالآية تقول : عسى أن يكون هؤلاء من المهتدين.
على المؤمن أن يقارن بين عمله للدنيا وعمله للآخرة ليكتشف إلى أيهما هو أميل وإلى ايهما هو أقرب، الدنيا هي عالم الشهادة والآخرة عالم الغيب.
المؤمن الحقيقي فكره وقلبه مشغول بالآخرة ، وعمله في الدنيا روتين، أولئك القلة القليلة التي اجتباها الله، نجحت في اختبار الدنيا والآخرة وكان ميل قلبها للآخرة أكبر. لذا علينا أن نواجه أنفسنا وأن نكتشف حقيقة أنفسنا: فهل نحن نعمل للدنيا أم للآخرة ؟ قد نكتشف أننا نعمل للدنيا وقلوبنا تميل لها ، لذا يجب أن نطلب من الله أن يصحح أخطاءنا.
على المؤمن أن يصحح مساره بسرعة ، وعدم التواني لأن الموضوع بالنسبة مهم ، فالأمر تحديد مصير ، والتواني في هذا الأمر قد يسحب المؤمن للميلان للدنيا دون أن يشعر ويصبح شخصا سيئا وهو يظن أنه يحسن صنعاً.
عندما يقيم المؤمن للصلاة ويدفع الصدقات، إنما يريد بذلك وجه الله، ويعمل ذلك راجياً أن يحظى بنظرة رضا وإعجاب من رب السماء، وهذا ما يصنع الفرق في العمل، فهنا العمل يكون بشعور في القلب وبحب وليس مجرد عمل . المؤمن يعمل بشعور ورغبة في رضا الرب، يعمل لشؤون الدنيا بدون مشاعر، فلنسأل الله أن يقبل منا أي نسبة نستطيع أن نصل بها إليه.
الفوز الكبير برضى الرحمن قريب منا، وممكن للمؤمن أن يحصل عليه، فقط علينا أن نمدد أيدينا لنأخذ. مهما كان وضعنا سيئاً فلا يزال لدينا فرصة كبيرة بأن نخطو خطوات تقربنا منه سبحانه وتعالى لنكون أفضل.
نحن مكلفين بمهمة في هذه الدنيا، هي الآخرة ، والفشل في هذه المهمة يكون في الغالب بأسباب تافهة، وتحقيق هذا الهدف ليس صعباً لكنه يحتاج إلى جهد وعدم إهمال في نفس الوقت.
(وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً
وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنْ
الْغَافِلِينَ (205) إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ
عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (206))
إن الغفلة في الصلاة معتبرة استكباراً عند الله، فلا تضيع الصلاة وأنت تصلي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق