السبت، 5 يوليو 2014

العفو والإحسان

أولاً:الإحسان 
1- الدرجة الأولى في الإحسان هي الإحسان للمحسن: وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟
2- هناك درجة أعلى في مراتب الأخلاق،وهي الإحسان للمسيء. وهذه المرتبة تجعل الإحسان لمن أحسن درجة أنزل منها ومتحققة بالنتيجة. 
3- كظم الغيظ هو كتمه دون تعب، فلا يخرج بدون إرادة.

ثانياً: العفو عن المسيء 
1- الهدف من العقوبة هو إيقاف الفساد وليس الانتقام.
2- العفو أولى من معاقبة المخطئ (الغير متعمد)، حتى وإن أحدث أضراراً في الممتلكات الخاصة، إذ لا فائدة ترتجى من معاقبته سوى إشباع الإنتقام.
3- معاقبة المخطئ متعمد الاعتداء أولى من العفو عنه،لأن في العفو عنه إضرراً بالمصلحة العامة وفي معاقبته إيقاف للفساد.
أمثلة :
1- القصاص في المسائل الشخصية هو أكبر خسارة للمقتص لأن القصاص لا يشف إلا غل الصدر. 
  • يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمعروف  وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنْ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) سورة البقرة (178)
2- الله يأمرنا بأن نعفو ونصفح حتى عمن يريد ضلالنا 
  • (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) سورة البقرة (109) 
  • ( فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) سورة المائدة (13)
3- الله لا يحب للمؤمنين أن يكونوا معتدين، ويحب لهم أن يتصفوا بالعفو والتسامح،لكن إذا اعتدى عليهم من يريد باعتدائه أن يوقف حركة الصلاح فالله يأذن بقتله ويوجب إيقافه.
  • (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) سورة البقرة (190)
  • قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ (38) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39)) سورة الأنفال
4- يوم الفتح عفى النبي والمؤمنون عن أهل مكة،لكن حين نكثوا أيمانهم واعتدوا بالسر بنية القتل ومحاربة الدين أمر الله بقتلهم لأنهم يسعون في الأرض فسادا،وقال للمؤمنين الآن اشفوا صدوركم منهم.
  • (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً) سورة الفتح (24)
  • (أَلا تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (13) قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمْ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (15)) سورة التوبة

ثالثاً: نزع الغل عن المسيء المتعمد 
1- قد نظن أن نزع الغل عن المسيء أمر ليس باليسير وصعب التحقق لأنه ليس بأيدينا، ولكن الحقيقة هي أنه أمر متحقق بالمعرفة، فلو عرفنا الغل وضرره علينا لانتزعناه من صدورنا. 
2-أهل الجنة نزعوا الغل من قلوبهم، لأن الربح والراحة بنزعه والخسران بوجوده في الصدر. فابحث عن مصلحتك،وكن حكيماً وفكر من سيستفيد إن عفيت؟

رابعاً: فوائد العفو نزع الغل 
1- العافي هو الرابح والمعفي عنه هو الخسران لأن الحق لا يضيع عند الله، فالعفو في الدنيا لا ينهي المسألة لأن الحساب في الآخرة. العفو هو إرجاء ليوم القيامة، ولو عرفت أن حقك لن يضيع فسوف تنزع الغل وتعفو بدون تردد.
  • (إِنْ تُبْدُوا خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً) سورة النساء (149)
2- الأب يزعل من ولده لو أخذ حقه من أخيه قبل مجيئه ، وسيقول انتظرني حتى أصل. والعفو صدقة ويكفر عن سيئات من عفى.
  • (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ) سورة المائدة (45)
4- العافين عن الناس هي مكانة رفيعة،وهي أولى خطوات المؤمن حتى يكون من المقربين، وهي الدرجة التي  يستحق من خلالها المؤمن أن يكون خليفة الله، وهي درجة الأنبياء.
  • (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) سورة آل عمران (134)
5- بالمختصر انك لو عفيت فقد ربحت حسنات بدون تعب. ولو نزعت الغل فأنت على خلق الأنبياء.
  • وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) سورة آل عمران (161)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق