كما أن للكلمة موضوع ، كذلك للآية موضوع يجب أن توضع فيه، والتركيز في فهم الآية مستقلة عن موضوعها العام قد يدخلها في موضع الشبهات.
مثال : آية ( وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس )
السؤال : هل هذه الآية تتحدث عن القتل العمد أو عن أي قتل ؟ فهل القتل الخطأ يكون فيه أخذ لنفس القاتل بالمثل؟ ونقع في هذه المشكلة إذا عزلنا هذه الآية عن ماسبقها من الآيات، ولكن إذا أخذنا الآية ضمن السياق التي تحدثت فيه سنحدد اتجاهها الحقيقي. هذه الآية في سورة المائدة وبدأت بالحديث عن القتل من آية (27) والتي بدأت في الحديث عن قصة ابني آدم الذي قتل أحدها الآخر وهذه الآية تتحدث عن قتل العمد. ثم تكمل الحديث عن الحكم الذي كتبه الله لنبي اسرائيل في آية (32): ( من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض" لتكتمل الصورة أن هذا الحكم كتب من أجل ذلك القتل المتعمد من قبل أحد ابني آدم للآخر، من أجل أن لا يقتل أحد أحد آخر، وعليه ستؤخذ نفس القاتل إن هو أخذ نفساً بريئة.
لم يتوقف الحديث هنا ولكنه أكملت الآيات التالية في آية (23) " إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً " على أن هناك فئة تحارب الرسول وتقتل الأنفس البريئة من المؤمنين على خلفية دينية. وما آية ( وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف" إلا تعقيباً على القتل العمد، والذي يؤكد من خلاله أن الله كتب عليهم في كتبهم السماوية أن القاتل العمد تؤخذ نفسه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق