الحرية
يقول الله سبحانه وتعالى :
(وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً (29)).
كان الله سبحانه وتعالى لا يؤجل الحساب ، تماماً كما حصل مع آدم وحواء ، ولكن عندما نزل إلى الأرض تأجل الحساب إلى يوم القيامة. يعيش الإنسان الآن في فترة حرية الاختيار وعلينا أن نعي ونفهم ذلك جيداً حتى لا يختلط علينا الأمر.
والهدف من هذه الحرية هو اتاحة الفرصة للإختيار، وحرية التصرف في كل إمكانيات الخلافة المتاحة للإنسان، وهذا الفهم ضروري لفهم حكمة الإله، ولإزالة الشبهة في جميع التساؤلات الإلحادية التي تطرح في سبيل العتاب على عدم تدخل الله سبحانه وتعالى في السلوكيات المتطرفة.
الحقيقة أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يتساءل عن قتل الأبرياء قائلاً : (بأي ذنب قتلت)، الله سبحانه أعطانا الحرية وسنحاسب على هذه الحرية يوم القيامة، ولا يريد أن ينهي هذه الحرية. يقول الله سبحانه وتعالى في يوم القيامة (لمن الملك اليوم) هل كان الله سبحانه وتعالى تارك للملك ؟ كان الله سبحانه قد خلف الإنسان على هذا الملك، وفي هذا السياق نحن نقول :(إنا لله وإنا إليه راجعون) وسنرجع إلى ملكه الكامل مرة آخر.
هناك أسئلة قد تقود إلى الإلحاد، مثل لماذا ترك الله سبحانه وتعالى البشر بدون أن يتدخل في كل هذه المظالم والانتهاكات، لماذا لا يحاسب الناس؟ وهنا لابد وأن نفهم فلسفة الخلافة والغيب، ففي هذا نقطة تعارف مع الله سبحانه وتعالى.ونريد أن نأخذ هنا قاعدة عامة وهي:لا يصح أن أعتدي على حرية أحد لأن الله سبحانه وتعالى كفل هذه الحرية للناس، وهو محاسبهم على ذلك يوم القيامة.