الخبيث والطيب أمر نسبي
أمثلة :
1- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267))
الأمر بالإنفاق مما أخرج الله سبحانه وتعالى للناس من الطيبات ، وتقول الآية "ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون" ، هنا أصبح الخبيث والطيب بالنسبة للاختيار من بين ما يتم إنفاقه ، فقد تكون هناك بعض الثمار الطيبة الطازجة وأخرى أقل من ذلك أو تكون فاسدة ، والأمر في إحسان الإختيار من بين تلك الثمار والفواكه أو الحبوب المخرجة من الأرض.
2- ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً (2))
الآية تأمر الولي القائم على أموال اليتيم أن لا يستبدل أموال اليتامى التي تطيب له ، بالأموال التي لديه والتي هي أقل درجة مما ورثه اليتيم.
في المثالين السابقين نفهم أن تحديد الخبيث من الطيب ، هو أمر نسبي ، ويكون من خلالة مقارنة شيء بشيء آخر أفضل منه أو أقل منه درجة.
الخبيث الطيب في معيار التدرج
(يَسْأَلُونَكَ عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ
فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ
نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ
اللَّهُ لَكُمْ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219)).
عندما حكم الله سبحانه وتعالى على الخمر والميسر كان الحكم على أساس أن المضرة لهما أكبر من المنفعة ، وهذا يشبه لو أننا وضعنا الشيء المراد تحريمه " الخمر مثلاً " في معيار متدرج من 1 إلى 100 ، بحيث نقيس فوائده ومضاره، فإن رحجت كفة المضار نحكم عليه أنه خبيث وبالتالي نحكم بحرمته.